Dp أحبي نفسك تمنحك الحياة
الرئيسية > استشارات > فضفض لنا > أحبي نفسك تمنحك الحياة
أرسل استشارتك

أحبي نفسك تمنحك الحياة

أنا مش مرتاحة نفسيا بس مش قادرة أحدد إيه مشكلتي بالظبط؟؟ إني حاسة بالذنب؟؟ إني متضايقة من نفسي ومش حاباها؟ إني حاسة إني جارحة حد ولا إني لسه بحب ولا إيه مش عارفة، ويا ريت تقولوا لي وهاحاول أختصر..

يا أحلى بص وطل إزيكم؟؟ أنا بقالي أكتر من 3 سنين متابعة السايت ده، ومش أول مرة أشارك فيه سواء بآراء أو مشاكل، وباحيي كل القائمين على العمل عشان يطلع كده بالإتقان ده.


أنا لجأت لكم عشان أنا مش مرتاحة نفسيا بس مش قادرة أحدد إيه مشكلتي بالظبط؟؟ إني حاسة بالذنب؟؟ إني متضايقة من نفسي ومش حاباها؟ إني حاسة إني جارحة حد ولا إني لسه بحب ولا إيه  مش عارفة، ويا ريت تقولوا لي وهاحاول أختصر..


أنا كنت بحب شاب مهذب ومحترم وفاتحت أهلي إنه بتقدم للخطبة بس والدتي ما أبدتش أي ترحيب، وقالت لي إن ده هيبقي برده رد فعل والدي وهيحرجه؛ لأن والدي له تفكيره ودماغه  لأني في كلية عملية وهو نظرية وإن دي حاجة بتضايق الراجل في ثقافتنا الشرقية والكلام اللي إنتم عارفينه ده وأنا وإخواتي ووالدتي والدي خريجي نفس الكلية دي، والموضوع كان فيه هم ونكد..


المهم في التوقيت ده كان جاي لي عريس من نفس كليتي ومستوانا الاجتماعي ومناسب جدا. أنا ما وافقتش عليه في الأول لأن كان عندي أمل في الشاب اللي حبيته، بس لسبب ما في الآخر أنا مش عارفة ليه عملت كده بس وافقت لأني ما عرفتش أتصرف صح وأدخل الولد ده بيتنا من غير ما أحس إنه ممكن يتهان، ومن غير ما أهلي يقلبوا عليّ، وعلى قد ما كنت بحبه كنت خايفة ما أطولوش في الآخر، وأبقى خسرت العلاقة الطيبة مع أهلي وخسرته هو كمان.


أنا ضعفت ورضيت بالعريس؛ لأنه كويس ولخوفي إني أعنس وما يجيليش  حد تاني كويس زيه، وإني لو كملت ما أقدرش أوصل للشاب الأول وأهلي يحرجوه… حاجات كتير خلتني أضعف وما اتمسكش بحبي ساعتها كانت منطقية بالنسبة لي لكن دلوقتي لا… دلوقتي حاسة إني أنانية جدا وظلمت إنسان حبني وعشان كنت خايبة وضعيفة وجبانة إني أواجه أهلي وأتمسك بيه، جرحته أوي، وكان عنده عشم فيّ إني أرجع، وبيقول لي لو أهلي ضغطوا عليّ عشان أوافق فهو مسامح في دي، لكن كان لازم أرجع لو أنا فعلا حبيته، وكان ممكن أخلي الإنسان ده هو اللي يسيبني من غير ما أجرحه، ويبقى كل شيء نصيب وما اتفقناش زي أي اتنين بيفسخوا الخطوبة، وإنه مش مسامح إني دخّلت حد تاني مكانه ورميته وبعته بكل سهولة..


هو عنده حق وأي حد مكانه كان هيحس كده بس هو ما فكرش في الإنسان اللي دخل من الباب، وطلب إيدي، وكان فرحان ومتمسك بيّ وبيعمل كل حاجة عشان يريحني ويخليني أحبه.. كان صعب أطرد التاني كده من غير سبب وأهله كويسين جدا معايا وأهلي بيحبوه جدا.. وأنا أصلا مش كارهاه لأنه طيب وكل الناس بتحبه يمكن مش نفس درجة الحب الأولى والمشاعر المتأججة بس  كان حبي لخطيبي  حب العشرة والراحة النفسية والاستقرار.


أنا بقالي سنة مخطوبة بس مش قادرة أسامح نفسي وحاسة إني إنسانة وحشة وما باراعيش مشاعر حد، وباموت نفسي كل يوم من  تأنيب الضمير وإحساس الذنب، وإني إزاي أعمل كده في حد حبني، واتخليت عنه. مش عارفة أعمل إيه؟ حاسة بالذنب تجاهه.. انصحوني.


Cindrella

 

 

صديقتنا..

قبل أن أخوض معك في مشكلتك والبحث لها عن حل مناسب، أريد أن أطرح عليك سؤالا وهو: لو فرضنا أنك لا تحبين زميلك الأول لكنه يحبك من كل كيانه؛ فهل كان يكفي هذا أن تضحي بسعادتك مع غيره؛ لأنه فقط يحبك ولأنك فقط مشفقة عليه؟

أعتقد أن الإجابة المنطقية هي النفي، وأنه يجب أن يكون حبك له دافعا للارتباط به، ولا يكفي أن يكون الحب من طرف واحد؛ لأن الفتاة تقابل رجالا بعدد شعر رأسها ويقع في حبها الكثير منهم، ولو أنها أشفقت على كل رجل يحبها أو يعجب بها أو يرغب فيها لأصبحت مشاعا للجميع.

هذا هو التصور الأعمق لمفهوم الحب؛ فالله تعالى لم يخلق الحب إلا من أجلنا، ليكون هناك طرفان منتفعان نفسيا وعاطفيا بهذا الحب، لا أن يسعد أحدهما ويتعذب الآخر؛ بل إن تعريف الحب أنه مشاعر نبيلة تتدفق داخل الإنسان، فيشعر أنه محتاج لرؤية هذا الشخص والبقاء معه.

ما معنى هذا؟ معناه أن الحب قبل كل شيء منفعة ذاتية يحققها المرء لنفسه قبل أن يحققها لغيره؛ وحتى مفهوم التضحية في الحب فإنه منفعة ذاتية؛ لأن سعادتك بفرحة حبيبك أصبحت أكبر في نفسك من سعادتك أنت. ولولا رغبتك في إسعاد نفسك بهذا الحب ما كانت التضحية.

سأعطيك مثالا آخر قبل أن نتعرض للمشكلة مباشرة:
أنت تحبين والدتك وهي كذلك تحبك وترغب في بقائك أمامها كل لحظة؛ لكن حبها لك وحبك لها لن يحولا دون منعتك الشخصية، زواجك وسفرك مع زوجك بعيدا إن اقتضى الأمر.

أعني أن الحب يجب ألا يتعارض مع المصالح الشخصية؛ وإذا كان هذا الحب مصاحبا ليأس وتعب وحياة تعسة تحول لعذاب وشقاء، ولم يصبح أبدا هو الحب الصافي الطاهر الذي تتمازج أجزاؤه مع أجزاء الحياة ليصنعا خليطا سحريا رائعا ينعش الروح والقلب ويضيء المستقبل.

وهذا ما فعلته أنت حين تخليت عن حبيبك؛ حين تصورت أن هذا سيقف أمام تكامل الحياة مع الحب حين تخسرين مودة أهلك.

وأيا كان تصورك هذا، وسواء كان في محله أو مبالغا فيه فإن القضية الآن قد انتهت والمهم ما وصلت إليه. وتذكري أن حياتنا لا تعود أبدا للخلف بل تسير إلى الأمام، والفطن من لا ينظر خلفه إلا ليتعلم منه كيف يتقي عقبات مماثلة؛ لكنه سيكون أتعس التعساء إن حاول لحظة أن يعود مرة أخرى.

ولا تحملي عقدة الذنب بين جنباتك؛ فالأمر أولا وأخيرا خاص بحياتك تسيرين بها على النحو الذي تريدينه وتبتغينه، وليست نفسك ملكا لأحد تنالينها منه بعد إذنه.

وحتى لو كان هذا الشاب لا ذنب له في انفصالكما، فهل أنت ملزمة أن تلبي رغباته إذا تعارضت مع مصالحك؟ وكما قلت لك فحياتك ملك لك، فعيشيها لنفسك، ثم امنحي منها من ترغبين بإراتك؛ فلا أحد يملك حياة آخر.

صديقتي..

احرصي على حياتك الجميلة الجديدة، وخطيبك الذي يحبك والذي تحبينه، والذي اختاره الله لك، والذي لا تجدين ما يشينه. وفقك الله ورعاك وهداك للخير، وأراح نفسك ومتّعك بحياتك.

 

لو عايز تفضفض لنا دوووس هنا

 


اعلان