Dp يوم عرفة فرصة لمن أراد المغفرة
الرئيسية > دين ودنيا > كلمات من نور > يوم عرفة فرصة لمن أراد المغفرة

يوم عرفة فرصة لمن أراد المغفرة

يوم عرفة هو نفحة من نفحات الله تعالى للطاعات والعبادات وتكفير ذنوب عامين بصيام هذا اليوم؛ فهل سنترك الفرصة أم نتعرض لتلك النفحة الربانية

تداعت العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفات أكثرنا صيامها والاستفادة منها بالصيام والطاعات، فلا تأسفنّ على ما فاتك، واستفد من باقي الخيرات، في يوم إجابة الدعوات، وإقالة العثرات، يوم عرفة.

يوم ميّزه الله على غيره من الأيام، بخصال عديدة وخيرات مديدة، ساقها الله عزّ وجل إلينا في أدلة قرآنية، وسردها النبي في أحاديثه النبوية، ولنستعرض معا بعض فضائل هذا اليوم العظيم:

أعظم الفضائل أنّ يوم عرفة هو يوم إكمال الدين: فقد ورد في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فقال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

أمّا عن صيام يوم عرفة فإنه يكفّر سنتين من الذنوب؛ فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن صوم يوم عرفة فقال: “يكفّر السنة الماضية والسنة القابلة” [رواه مسلم].

كما أقسم الله به لعظمته، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: {وَاليَوْمِ المَوْعُودِ، وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..” [رواه الترمذي].

وهو يوم فيه مغفرة للذنوب، وعتق من النيران، ومباهاة بالحجاج، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنّه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة..”.

وفي يوم عرفة يُستحب الذكر والدعاء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من ذكر الله والدعاء، وفي يوم عرفة يقول: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” [رواه الترمذي].

والآن -أخي القارئ- يوم عرفة هو نفحة من نفحات الله عزّ وجل، نفحة للطاعات والعبادات وتكفير ذنوب عامين بصيام هذا اليوم فقط، فهل سنترك الفرصة أم تتعرض لتلك النفحة الربانية بملء يوم عرفة بالصيام وذكر الله تعالى؟

اعلان