Dp الحب ليس مبرراً للخطأ ولا يغفره
الرئيسية > استشارات > فضفض لنا > الحب ليس مبرراً للخطأ ولا يغفره
أرسل استشارتك

الحب ليس مبرراً للخطأ ولا يغفره

أنا بنت عمري ما كلّمت ولد طول حياتي ولا في الكلية، اتقدم لي واحد جارنا أكبر مني بحوالي سنة ونص، المهم تمّت الخطوبة من ساعة ما عرفت الإنسان ده، وهو خلاني أعمل كل حاجة غلط، وكان هو والشيطان عليّ.

السلام عليكم ورحمة الله.. أنا باشكر موقع “بص وطل” على المجهود الرائع..

أنا مشكلتي صعبة أوي، ومش عارفة أعمل إيه.. أنا بنت عمري ما كلّمت ولد طول حياتي ولا في الكلية، حتى لو زميل، ومتدينة، وكنت قريبة -الحمد لله- من ربنا لحد سنة فاتت.. اتقدم لي واحد جارنا أكبر مني بحوالي سنة ونص، وأنا كنت مترددة ومش عارفة آخد قرار.

المهم بدأت أفكر، هو كان لسه متخرّج من الكلية، وماما وأختي أقنعوني بيه، وأنا كنت معجبة بيه؛ لكن مع الأسف ما استخرتش ربنا، وحلمت قبل ما اتخطب وجات لي رسايل كتيرة ما فهمتهاش.

المهم تمّت الخطوبة من ساعة ما عرفت الإنسان ده، وهو خلاني أعمل كل حاجة غلط، وكان هو والشيطان عليّ.. أنا كنت متأكدة إنه بيحبني جداً، عشان كده حسيت إني حبيته لحد ما خلاني أعمل تجاوزات كتير من قُبَل وأحضان في خلال السنة دي، وكنت باعيّط واتحايل عليه ما نعملش كده عشان ربنا؛ بس كان بيقول لي إنتي مراتي.

وقبلت الإهانة دي على نفسي، حتى بعد ما سافر بدأ يظهر على حقيقته، ويشتم، وكان بيطلب مني نتكلم في كلام وحش على التليفون، وأنا كنت بارفض لحد ما كرهته، وحاسة إنه ما فيش في دماغه إلا الموضوع ده، وبقى يقول لي إنتي بتاعتي وإن ليه الحق يلمس جسمي.. ووصل إنه يهينّي قدام إخواته وأهله وقدام أهلي لأنهم ناس طيبين، كانوا فاكرين كلامه بهزار؛ لحد ما أنا اتخنقت، ومش عارفة كده أنا رخّصت نفسي ولا إيه؟

أنا كرهت نفسي وتبت لربنا، ودلوقتي هو جه وهنتجوز قريب.. أنا تعبانة أوي، وبادعي ربنا، وخايفة لما نتجوز يعايرني ويهينّي.. أنا حاسة إنه مش بيحترمني مع إني عارفة إنه بيحبني جداً، وأنا السبب في كده.. حاسة إني ما بقيتش أحبه، وخايفة حد يتكلم عليّ وحش لو سيبته؛ لأن فيه واحدة جارتنا شافتنا مرة.

أنا والله محترمة، وعمري ما عملت حاجة غلط قبل ما أعرفه؛ بس أنا دلوقتي بقيت كارهة نفسي، وشايفة نفسي وحشة أوي، ومش عارفة آخد قرار أكمّل ولا لأ.. يا ريت تساعدوني وما تحكموش عليّ وحش.

 sad girl

إن حل مشكلتك يكمن في آخر ما قلتِه في رسالتك؛ ألا وهو أنك تُبت إلى الله عز وجل؛ فإذا كنتِ بالفعل قد صدقَتْ توبتك وقوّت عزيمتك إذن؛ فلا مجال للخوف من كلام الناس ولا من جارتك ولا من هذا الشخص الذي لم يراعِ الأمانة، وانتهك حرمتك وحرمة البيت الذي دخله، وأخذ ما ليس من حقه؛ فمن كان الله معه فلا يخفْ، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً.

صديقتي.. إن كلامي هذا لن يُعفيكِ من مسئوليتك عما حدث، ولن يُعيد لك -مع الأسف- براءتك التي تمّ انتهاكها؛ لكنه على الأقل سيحميكِ ويعفيكِ من مستقبل مظلم مع هذا الإنسان الذي -وإن كان سيُتمّ زفافه عليكِ- ظني أنه لن يكون زفافاً سعيداً بأي حال من الأحوال؛ فإذا كان يُهينك من الآن، برغم ادعائه لحبك وولهه بك الآن؛ فلا مجال لتخيّل شيء سوى المزيد من الإهانات التي لن تتوقف بالتأكيد عن الألفاظ وتتطوّر لما هو أسوأ.

أقول لك هذا من عشرات ومئات التجارب التي نقرأ ونسمع عنها، والتي لم يستطع فيها الحب أن يغفر الخطأ المشترك.

صديقتي.. لقد أخطأت وعليكِ أن تعرفي ذلك، وأن تندمي ندماً صادقاً وتستغفري دائماً الله عز وجل، وهو تعالى قريب وسميع الدعاء، وعليكِ أولاً -وبحزم- أن تتوقفي تماماً عن هذه التجاوزات معه.

أما بالنسبة لاستمرارك في خطبتك؛ فلا أجد في نفسي سوى الميل لنصحك أن تتركيه حتى مع المقاومة الشديدة التي ستواجهينها من أسرتك إزاء هذا القرار؛ فبعد خطبة استمرت سنة سيكون من الصعب على أسرة الفتاة، وعلى الفتاة نفسها، أن تفسخ الخطبة خوفاً من كلام الناس وقولهم بأنه خرج ودخل وجلس و..و…و.. ثم حدث الفسخ.

لكن البدايات الخاطئة لا بد أن تؤدي لنهايات خاطئة، ولقد بدأتِ الموضوع بشكل خاطئ، واستمعتِ لرأي والدتك وشقيقتك فقط دون اقتناع كامل منك، واستسلمت له تدريجياً بسبب شعورك فقط أنه يحبك، وليس لأنك أيضاً تحبينه.. كنت ساعتها سأتفهّم موقفك قليلاً؛ على الرغم من أنه ليس مبرراً للخطأ.

صديقتي.. لا بد أن تُبلغيه أن ما حدث بينكما جعلك تكرهينه وتشعرين بعدم احترامك لنفسك ولا احترامه لك، وأنك لا تأمنين على نفسك معه ومستقبلك، ولا تشعرين بالاستقرار في هذا الارتباط، وكوني قوية وجادة وحازمة ولا تخافي.

وظني أنه يوجد احتمال -وإن كان ضعيفاً- أن يجعله كلامك هذا يتراجع عن أسلوبه، ويشعر أنه قد أخطأ أيضاً، ولست وحدك من أخطأت، وبالتالي يندم ويَعِدُك بفتح صفحة جديدة خالية من التجاوزات ومن الإهانات؛ فإذا حدث هذا، فعليكِ فقط أن تُحكّمي عقلك، وتفكري جيداً لتقرري: هل يوجد في هذا الإنسان ما يشجّعك على أن تعيشي معه، وتحملي اسمه، وتكوني أُماً لأولاده، ويكون مسئولاً عنك وعن سعادتك في الدنيا والآخرة؟ أم أن كل ما جذبك إليه هو حبه لك -الذي حتى إن كان صادقاً- فهو غير كافٍ أبداً لإقامة حياة زوجية سعيدة.

فإذا وجدت ما يساعدك على فتح صفحة جديدة ولمست منه شعوراً بالندم على خطئه؛ فبها ونعمت، وامنحي لنفسك وله فرصة أخرى، أما إذا واجهته بمخاوفك ولم تجدي لديه استجابة أو شعوراً بالندم، أو إذا وجدت أن انجذابك له كان فقط بسبب ضعف تجاربك ونقص خبرتك؛ فخذي القرار بإنهاء ما بينكما، واحمدي الله تعالى أن الأمر قد توقّف عند هذا الحد، واستغفريه تعالى كثيراً، ولا تقنطي من رحمته تعالى؛ فهو المستعان، وهو أهل الرحمة وأهل المغفرة.

 

لو عايز تفضفض لنا دوس هنا

 

اعلان