Dp الحقيقة وراء ملتقيات التوظيف.. تروح ولا تطنّش!
الرئيسية > سياسة > شئون محلية > الحقيقة وراء ملتقيات التوظيف.. تروح ولا تطنّش!

الحقيقة وراء ملتقيات التوظيف.. تروح ولا تطنّش!

انتشرت ملتقيات ومعارض التوظيف والتدريب للطلاب والخريجين في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، مما يجعل الشباب يسرعون إلى التقدم لهذه الوظائف، آملين أن يساعدهم الحظ بفرصة عمل أو تدريب، فما حقيقة هذه الملتقيات؟

انتشرت ملتقيات ومعارض التوظيف والتدريب للطلاب والخريجين  في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، وتعددت لتشمل تخصصات مختلفة ما بين التجارة والإدارة والسياحة والفنادق والهندسة والكمبيوتر، كما امتدت لتشمل ذوي الإعاقة، وازداد إقبال الطلاب والخريجين وحتى الشباب العاملين على هذه الملتقيات؛ من أجل الحصول على فرصة عمل مناسبة بالنسبة للخريجين، أو فرصة تدريب للطلاب، أو بحثا عن فرص الترقي الوظيفي للشباب العاملين.

 

وتشهد هذه الملتقيات حضور بعض الشركات التي تعرض فرصاً لتوظيف الشباب والخريجين، كما تعرض بعضها فرصاً لتدريب الطلاب مما يجعل الشباب يسرعون إلى التقدم لهذه الوظائف، آملين أن يساعدهم الحظ بفرصة عمل أو تدريب، وربما لا يستطيع الفرد الحصول على فرصة تدريب، فما حقيقة هذه الملتقيات؟

 

الشباب: هذه الملتقيات ضحك علينا


 هناك بعض الشباب ممن شاركوا في بعض الملتقيات يرون أن هذه الملتقيات “كلام فارغ” لا فائدة منه؛ حيث توضح “داليا أحمد” خريجة آداب إنجليزي أنها تقدمت لكثير من الشركات في بعض الملتقيات، ولكنهم لم يتعاملوا معها بجدية، ولم تعرف سبب رفضهم لها، رغم أنها لبقة في اللغة الإنجليزية.

 

وتتفق معها “حنان إبراهيم” خريجة حقوق أنها أثناء تقدّمها لبعض الشركات لعمل امتحان في أحد ملتقيات التوظيف لم يسألها أحد ولو سؤالاً واحداً، مضيفة أن مدة الامتحان لم تتعدّ دقيقة واحدة في ظل وجود 10 أفراد من المتقدمين قائلة “دي هرجلة”.

 

ويضيف “أسامة حمادة” خريج سياسة واقتصاد أن بعض الشركات في ملتقيات التوظيف التي نظّمتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية رغم علمها أن أغلب المتقدمين حديثو التخرج، إلا أنهم يطلبون خبرة لا تقل عن سنة، متسائلا: أين يذهب حديثو التخرج من الشباب؟

 

بينما يعتبر “محمد عمارة” بكالوريوس تجارة أن أغلب الشركات تطلب خريجي أقسام الإنجليزي فقط، قائلا: “أين يذهب خريجو أقسام العربي؟”.

 

بينما انتقد “محمد غريب” حاصل على ليسانس ألسن إسباني الجانب التنظيمي في بعض الملتقيات، مشيرا إلى أن التنظيم السيئ قد يضيع على الخريجين بعض فرص الالتحاق ببعض الشركات.

 

أما “علاء عبد العليم” خريج قسم اقتصاد فيوضح أن بعض الشركات تستغل ندرة فرص العمل، وتطلب من الخريجين العمل بوظائف لا تناسبهم، مشيرا إلى أنه تقدّم لوظيفة محاسب بأحد البنوك، وطلبوا منه العمل كموظف لعدّ النقود.

 

الطلاب يرون أنها مفيدة للتدريب


آراء الطلاب جاءت منافية لآراء الخريجين؛ حيث يرون أن هذه الملتقيات مفيدة لهم؛ حيث إنها تتيح لهم فرصة الاحتكاك بالواقع العملي، كما توفر لهم بعض فرص التدريب، كما أوضحت “رانيا علي” طالبة بتجارة حلوان حيث إنها تشارك في ملتقيات التوظيف كما أنها حصلت على فرص للتدريب في بعض مكاتب المحاسبة، أما “علا نجيب” طالبة بهندسة حلوان فتوضح أنها شاركت مؤخرا في ملتقى بالجامعة من أجل التدريب على البرمجة والجرافيك، أما “محمد منير” طالب بتجارة حلوان فيوضح أن هذه الملتقيات مفيدة للطلاب للتدريب على بعض المؤهلات والمهارات المطلوبة لسوق العمل، مشيرا إلى أنه حصل على فرصة للتدريب على اللغة الإنجليزية مجاناً من الأكاديمية البريطانية، عندما حضر ملتقى تدريب وتوظيف بالجامعة مؤخراً.

 

ملتقيات التوظيف والاحتكاك بسوق العمل

 

تحرص كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنوياً في أواخر شهر مارس على تنظيم ملتقى توظيف وتدريب للشباب من خريجي وطلبة الكلية والتخصصات الأخرى بالجامعة، هذا ما أكدته الدكتورة “عاليا المهدي” عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مضيفة أن الكلية تحرص على مساعدة الخريجين في الحصول على فرصة عمل تناسبهم، مشيرة إلى أن الهدف من هذا الملتقى هو ربط الطلاب والخريجين بسوق العمل، قائلة: “إن قضية التشغيل وخلق فرص عمل من القضايا التي تتحدى صانعي السياسات في مصر، مؤكدة أن الفقر والبطالة والتشغيل من السمات الرئيسية التي تعاني منها القطاعات المختلفة في سوق العمل.

 

أما الدكتور “حسن عبيد” أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة فأوضح أن ملتقيات التوظيف تُعتبر طريقة من الطرق الذكية والمستخدمة في معظم دول العالم المتقدم؛ لأنها تمثّل أول احتكاك بين الطلبة وهم على وشك التخرج وبين الشركات الوطنية العملاقة وغير العملاقة المتخصصة في مجالات الطلاب، مشيرا إلى أنها تجعل الطلاب يعيدون تقييم تخصصاتهم، والاستعداد لمواصفات جديدة لدخول سوق العمل.

 

وأشار إلى أن ما يعيب هذه الملتقيات أن بعض الشركات قد تتحيز للحصول على ميزة معينة أو على بعض الإعلانات، أو تحرص على التواجد فقط لأغراض المنافسة مع آخرين.

 

بينما يوضح “حاتم يحيى” المنسّق الإعلامي لملتقيات التوظيف بجامعة حلوان أن بعض ملتقيات التوظيف ينظّمها البعض من أجل الدعاية لبعض الشركات، وهناك البعض منها مفيد لتدريب وتوظيف الطلاب والخريجين، وأشار “يحيى” إلى أنه يجب أن يجهّز الخريج السيرة الذاتية الخاصة به ويعرض مؤهلاته حسب الوظيفة المتقدم إليها مشيرا أن هناك البعض يقومون بكتابة كل مؤهلاتهم مما يجعل مسئول الموارد البشرية يطلب منهم العمل في غير تخصصاتهم رغم أنهم قد لا يرغبون في ذلك.

 

وأوضح أنه يجب أن يكون المتقدم لأي وظيفة حاليا ملما بالكمبيوتر واللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى الحصول على بعض الدورات في مجال التنمية البشرية، من أجل المنافسة في سوق العمل، واقتحام بعض الوظائف التي تصعب على البعض.

 

اعلان