Dp بالصور: أهالي زرزارة وأبوعوف يعيشون مع الفئران والحيوانات
الرئيسية > سياسة > متابعات وملفات > بالصور: أهالي زرزارة وأبوعوف يعيشون مع الفئران والحيوانات

بالصور: أهالي زرزارة وأبوعوف يعيشون مع الفئران والحيوانات

"زرزارة" و"أبوعوف" منطقتين في بورسعيد في غاية العشوائية؛ الأولى عبارة عن عشش صفيح تتقاسم الفئران المعيشة فيها مع ساكنيها من البشر، والثانية يعيش أهلها داخل إسطبلات وحظائر خيول ومواشي


سبب الروائح الكريهة هو عمل أهل

منطقة الروائح الكريهة
بعد ذلك تركت “زرزارة” واتجهت إلى منطقة “عزبة أبوعوف” الواقعة على بحيرة المنزلة غرب بورسعيد، وعلى مسافة 2 كيلو متر قبل الوصول إليها هاجمتني الروائح الكريهة التي تنبعث منها، وعندما وصلت إليها وجدت أن سبب هذه الروائح؛ هو عمل أهلها في تربية المواشي وجمع القمامة، كما تنتشر بها إسطبلات الخيول، حيث يعمل عدد من السكان كعربجية وسائقي “كارو”.

التحرك داخل المنطقة غاية في الصعوبة؛ فالحواري مليئة بروث الحيوانات وجُثث النافق منها، الكارثة الأكبر التي وجدتها هناك، أن إسطبلات الخيول والمواشي هي نفسها مساكن لأهالي المنطقة.

التقيت برجل مُسنّ يُدعى “عم حسن” وقال: “المنطقة عمرها أكثر من مائة عام، حيث كانت مقراً لإسطبلات خيول الأجانب الذين كانوا يقيمون ببورسعيد، ولكن مع خروج الأجانب، استمرت الإسطبلات في أيدي العاملين بها، لعدم توفر مساكن، فأقاموا بها وتوارثوها وحوّلوها إلى حظائر لتربية الجاموس والماعز، والخيول التي تُستخدم في جر الكارو والحناطير”. وقد تحوّلت شوارع المنطقة -التي يوجد بها أكثر من 1000 حظيرة وعشة- إلى مقالب للقمامة، حيث يعمل بعض السكان في جمعها وفرزها. وأصبحت الحياة بالمنطقة لا تُحتمل؛ فسكانها مصابون بالأمراض الصدرية والجلدية وغيرها، بسبب العيش مع الحيوانات.

الطفل مات تحت أقدام البقرة
وأوضحت “نبيلة المرسي”: “أقيم مع أسرتي داخل الحظيرة، حيث نقتسمها مع المواشي، ونتحمل كل ألوان العذاب؛ لأنه ليس لنا مأوى غير ذلك، وقد توفّي ابني الأصغر منذ عامين بعدما دهسته الأبقار وهو نائم بالحظيرة، وأخاف أن يتكرر ذلك مع بقية أبنائي”.

وأشارت إلى انتشار الكلاب الضالة والذئاب، التي تتجمع حول الحيوانات النافقة، وتمنعنا من الخروج بمجرد حلول الظلام.

المال والجهد في خبر كان!
حُمّلت كل هذه المشاكل وقمت بعرضها على “محمد عبد العال” -مدير إدارة البحوث والإسكان ببورسعيد- باحثاً عن أسباب لتقاعسهم عن انتشال هؤلاء البؤساء مما هم فيه فقال لي: “إن أعداد العشش في تزايد مستمر؛ فمثلاً قمنا بعمل حصر لمنطقة “زرزارة” قبل خمس سنوات وكان عدد العشش الموجودة بها وقتها حوالي 2500 عشة فقط، ولكنها وصلت الآن إلى أكثر من 4 آلاف عشة، والبعض يلجأ لإقامة عشة للحصول على سكن بديل أكثر من مرة، وهناك من يأخذ سكناً ثم يبيعه، ويعود لمكانه… وهكذا، وأغلب قاطني هذه العشش هم من غير أبناء بورسعيد، ولا تنطبق عليهم قواعد الإسكان، وقال إن مناطق “زرزارة” و”أبوعوف” وغيرها تحتاج إلى جهد ومال لتطويرها”.

وحتى يتوفر الجهد والمال -كما قال السيد المسئول- فليذهب البسطاء والبؤساء إلى الجحيم! فهم لا يستحقون الحياة أصلاً؛ فمثلهم مثل الفئران والمواشي التي يعيشون معها، ولكن حذارِ.. فقد يتحولون في لحظة إلى قنابل موقوتة تنفجر في وجه المدينة الجميلة وتلطّخه دماً، فإذا أراد المسئولون ذلك فلينتظروا حتى يتوفر الجهد والمال!

اعلان