السمنة الموضعية.. أسبابها وطرق علاجها!!

حوارنا النهارده مع د. محمد أبو الغيط هيكون عن أسباب السمنة الموضعية وطرق علاجها

حوار: رنا حسين
أعده للنشر: مها مصطفى

السمنة الموضعية من أكتر مشكلات السمنة اللي كتير مننا بيلاقي صعوبة في التعامل معاها؛ ودايما بتبعتوا لنا أسئلة كتيرة عن أفضل الطرق للتخلّص من السمنة الموضعية، علشان كده هيكون حوارنا النهارده مع د. محمد أبو الغيط -الأستاذ بكلية طب جامعة القاهرة وسكرتير عام الجمعية الطبية المصرية لدراسة السمنة- عن أسباب السمنة الموضعية وطرق علاجها.

إيه أسباب السمنة الموضعية.. وهل كلها أسباب وراثية ولا بعضها إحنا اللي بنسببه؟
فيه عدة عوامل بتؤدّي للسمنة الموضعية؛ أولها العوامل الوراثية؛ بمعنى إن فيه عائلات بتكون لها صفة شكلية مميزة لها، وهي إنها بتبقى مليانة من مناطق معينة في جسمها، ودي صفة شكلية بيتوارثها الأبناء من الآباء، وبيساعد على تفاقم الموضوع قلة الرياضة.

وده بيوصلنا للسبب التاني وهو قلة الرياضة؛ فإحنا كشعب عربي ماعندناش ثقافة ممارسة الرياضة؛ فالجسم شكله بيتغيّر وبيبقى مش متناسق ولا مشدود، وده بيؤدي لمزيد من التكتلات والبروزات الدهنية.

السبب الثالث هو ضغط الحياة، وده بيظهر جدا في سمنة الكرش أو البطن بالنسبة للرجالة والستات؛ لأن بسبب ضغط الحياة الجسم بيفرز هرمون الكورتيزون، وده بيرسّب الدهون في منطقة الكرش، وهو ما يسبب السمنة الموضعية في منطقة البطن أو الجذع.

وبالنسبة للسيدات بيكون فيه سبب تاني للسمنة الموضعية في الكرش أو البطن وهو الولادات المتكررة وعمليات القيصرية، ومع الأسف عندنا في العالم العربي السيدات مش بتهتم بالتمرينات الرياضة المناسبة بعد الولادة مباشرة، وده بيؤدي إلى بروز الكرش والبطن، وتركّز الدهون في المنطقة اللي بتكون تحت البطن أو المعدة بشوية.

يا ترى فيه ريجيم معين لتخسيس مناطق معينة من الجسم؟
ده طبعا مفهوم غلط؛ لأن النظام الغذائي الدسم بيؤدي للسمنة في الجسم ككل، وأكيد مافيش ريجيم معين بيخسس منطقة معينة أو أكل معين بيتخّن منطقة معينة، إلا في حالة واحدة وهي إن فيه ناس كتير بعد ما بتاكل مباشرة بتحس إن بطنها اتنفخت، وده برضه سمنة موضعية ولكنها مؤقتة؛ لأن القولون بيتمدد من السوائل، فبينتفخ، لكن النوع ده من السمنة يمكن معالجته عند دكتور باطني.

وفيه نوع تاني من السمنة، وده بييجي للسيدات بعد انقطاع الطمث، وده بييجي للسيدات بعد سن 45 أو 50، وفي الفترة دي بيحصل تغييرات فسيولوجية وهرمونية في الجسم سواء كان انقطاع الطمث ده طبيعي (سن اليأس)، أو لو كان سببه جراحي بعد استئصال الرحم والمبايض، وفي الحالتين بيكون فيه إعادة لتوزيع الدهون داخل الجسم نتيجة لخبطة الهرمونات.

إيه الحلول الجراحية للتخلص من مشكلة السمنة الموضعية؟
استئصال الدهون وشفط الدهون، يعتبران من أفضل الطرق الجراحية للتعامل مع مشكلة السمنة الموضعية:
1- استئصال الدهون: العملية دي بنلجأ لها في حالات معينة؛ لما تكون سيدة مثلا عندها ترهلات في البطن نتيجة الولادات المتكررة؛ ففي الحالة دي بنعمل عملية استئصال للدهون، وهي مش بتخفّض الوزن؛ لكنها مجرد عملية تجميلية لإزالة البروزات الدهنية فقط.

2- شفط الدهون: والعملية دي بنعملها بتخدير موضعي أو كلي على حسب الحالة، وهي آمنة جدا، والجرّاح بيستخدم فيها إبرة كبيرة لشفط الدهون من المناطق المتركزة فيها، وبيشيل الخلايا الدهنية الموجودة بين الجلد والعضلات.

والنوع ده يعتبر من أفضل علاجات السمنة الموضعية؛ لأنه بيبقى صعب جدا إن الجسم يتخن من المنطقة اللي عملنا لها شفط للدهون، لكن ممكن يتخن في أماكن تانية وده اللي بيخوّف معظم الناس، وفي الحالة دي إحنا بننصح بتثبيت الوزن بعد أي عملية شفط؛ علشان يبان أثرها، والمريض مايتخنش مرة تانية، ولازم يكون الجرّاح شاطر والمستشفى يكون كويس حتى لا يحدث أي مضاعفات -لا قدّر الله- أو إن الجراح يشفط من جزء أكتر من جزء.

إزاي الشخص المصاب بالسمنة الموضعية يقدر يحدد أي عملية منهما مناسبة لحالته؟
عملية استئصال الدهون بنعملها لو فيه ترهل؛ يعني لو حد خس وحصل ترهل في الجسم بنشيل الجزء المترهل ده، أما شفط الدهون ممكن تكون كمية دهون صغيرة موجودة في منطقة الرقبة (اللغد)؛ ففي الحالة دي ماينفعش نعمل استئصال للدهون.

أما لو الشخص ده بيعاني من بروز دهني في الجناب، الوزن العام كويس مش مليان أو زايد عن الطبيعي لكنها بتفرق في مقاسات الملابس؛ ففي الحالة دي الشفط بيكون أحسن حاجة.

يعني لو كانت الدهون اللي عاملة لنا المشكلة كتيرة ومترهلة يبقى نعمل استئصال، أما لو كانت الدهون قليلة، بنلجأ للشفط.

إيه هي الطرق غير الجراحية اللي ممكن نلجأ لها للتخلّص من السمنة الموضعية؟
1- التمارين الرياضية.. ودي بتُمارس بطريقة معينة، بنوجه تأثيرها للمنطقة اللي عايزين نخسسها، وبالتالي بتعمل على شدّ عضلات الجسم في المنطقة دي، وبتكبّر العضلات في مناطق تانية، وعلى الرغم إن الطريقة دي هي أقل الطرق كفاءة؛ لأنها بتحتاج لوقت كبير، فإنها آمنة جدا، لكن لازم نمارسها تحت إشراف حد متخصص، ونبقى عارفين إنها بتحتاج وأنها بتاخد وقت عشان النتيجة تظهر يعني مش أقل من 6 شهور وحتى سنة.

2- حقن الدهون (Injection Lipolysis).. ودي طريقة بنحقن فيها مادة معينة في عمق معين من الجلد، والطريقة دي بتعمل فرق بالسنتيمترات وتخسس وتصغر محيط البطن أو الكرش وناس كتير بتحبّها؛ لأنها بتجيب نتيجة كويسة وشكل الجسم بيختلف.

وهنا إحنا بنعمل تكسير لجدار الخلية الدهنية علشان الدهون تخرج وتتوزّع في الجسم كله بالتساوي، وماتبقاش متركزة في منطقة واحدة بس، والمادة اللي بنستخدمها في الحقن دي موجودة من زمان ومجرّبة من مدة طويلة وآمنة جدا.

ونتيجة الحقن بتظهر من أول جلسة، ولكن الشكل النهائي بيظهر بعد شهر أو شهر ونص من الجلسات، وممكن بعدها نعمل جلسة تانية، لو الحالة استدعت كده.
 
3- أجهزة إذابة الدهون بالموجات الصوتية.. وهي طريقة آمنة جدا، والأجهزة دي بتعمل على إذابة الدهون في مكان معين، وتحريكها لمكان تاني، وفي الطريقة دي بنحتاج لعدد أكبر من الجلسات من 7 : 10 جلسات، وبين كل جلسة والتانية أسبوع، وبنحتاج كمان لممارسة تمارين رياضية معينة، وتناول أكلات معينة.

وفي الجلسة الواحدة بنقلل 2 سم من محيط المنطقة اللي بنتعامل معاها، والأبحاث أثبتت إن الطريقة دي بتقلل من 15 : 20 سم في منطقة الكرش، لكن ده طبعا بيعتمد على استجابة الجسم واللي بتختلف من شخص للتاني.

هل الطرق اللي قلنا عليها دي ممكن تغنينا عن الريجيم؟
لا طبعا.. لأن كل العلاجات اللي قلنا عليها -سواء الجراحية أو غيرها- مش بتأثر غير على الشكل بس، ومالهاش أي تأثير على الصحة؛ لأننا مجرد بنزيل الدهون اللي بتبقى تحت جدار البطن ما بين الجلد والعضلات، لكن الدهون المضرة اللي بتبقى في البطن واللي بتنتج هرمونات مضرة بتسبب أمراض زي السكر والضغط والقلب، مش بنقدر نتعامل معاها إلا عن طريق الريجيم وممارسة التمارين الرياضية، وأخيرا عايز أكّد مرة تانية إن الطرق الجراحية أو التجميلية اللي قلنا عليها مالهاش أي قيمة علاجية زي الريجيم والرياضة اللي بيفيدوا في حالات السمنة المرضية.

وبكده يكون خلص حوارنا النهارده..
نتمنى إننا نكون قدرنا نجاوب على جزء من أسئلتكم..
استنونا مع عدد جديد ومعلومات كتير..
وماتنسوش تبعتوا كل أسئلتكم وتعليقاتكم..