Dp متجر الأقنعة
الرئيسية > ثقافة > الورشة > متجر الأقنعة

متجر الأقنعة

أحاول وضع القناع الجديد، يثور اللسان ويأبى الخرس. أخشى أن يحطم هذي الشفاة المصمته، ويشق ثغرًا يطل منه على الآخرين.

في متجر الأقنعة تكثر الوجوه الباسمة..  العابسة..  الزاهية..  الجامدة والقاسية.  في متجر الأقنعة تُباع النظرات.. القسمات.. الملامح والانطباعات. وأنا سئمت قناعي القديم؛ فثغره يسمح للساني اللئيم بأن يفضح ما خلف الأقنعة.

اليوم أشتري قناعًا بلا ثغور، عينان قويتان، أذنان كبيرتان، أنف شامخ، وفم مغلق. ها قد وجدت ضالتي، وصدقت اللافتة عند مدخل المتجر والتي تحمل العبارة الصادقة “تجد ما تريد”.

أحاول وضع القناع الجديد، يثور اللسان ويأبى الخرس. أخشى أن يحطم هذي الشفاة المصمته، ويشق ثغرًا يطل منه على الآخرين.

أُحكم وضع القناع، وفجأة تسقط كل الأقنعة، ليطل وجهي من جديد، أتحسس هذا الوجه العنيد. ألم تمت كما تفنى الوجوه؟! – آثرت سجونك وقاومت الموت؛ لأني علمت مهما طال الزمان ستثقل عليك هذي الأقنعة. بئساً لهذه الوجوه إذن ومن صنعها ومن وضعها… وليسقط متجر الأقنعة.

 

شيماء زايد

التعليق:

رائع يا شيماء، نص جميل، كثيف، ودال وعميق. أقترح عليك صياغة الجملة الأخيرة على هذا النحو: “بئساً لها ومن صنعها ومن وضعها”.

د. سيد البحراوي
أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة

 

اعلان