Dp أفلام الحافظة الزرقاء.. الهروب الكبير
الرئيسية > كلام في الفن > سينما > أفلام الحافظة الزرقاء.. الهروب الكبير

أفلام الحافظة الزرقاء.. الهروب الكبير

المخرج جون ستيرجيس مخرج أمريكي بالغ الأهمية، وقد قدّم للسينما عناوين مهمة؛ منها: "معركة السلاح في أوكي كورال" و"العجوز والبحر"


جون ستيرجيس مخرج أمريكي بالغ الأهمية

المخرج جون ستيرجيس مخرج أمريكي بالغ الأهمية، وقد قدّم للسينما عناوين مهمة؛ منها: “معركة السلاح في أوكي كورال” و”العجوز والبحر” و”العظماء السبعة”.. يمكنك أن تدرك أهميته للفن السابع.

في العام 1963 يختار وريدا ثريا؛ هو القصة المؤثّرة لمحاولة 200 أسير من الحلفاء الفرار من سجن “شتالاج لوفت 3” في شرق ألمانيا؛ وذلك ليلة 24 مارس عام 1944. على مدى 3 ساعات تقريبا يلعب بعواطفك وأعصابك فلا تشعر بالملل لحظة.. تارة تبكي وتارة تضحك وتارة تجلس على حافة المقعد وتلتهم أظفارك.

في الواقع فرّ 76 سجينا عندما وقع السجين رقم 77 في الأسر، وهو الذي عاش ليحكي القصة البطولية بعد الحرب.

استمع للحن المميّز للفيلم الذي قام بكتابته إلمر برنشتاين هنا

 

الفيلم من بطولة: ستيف ماكوين وجيمس جارنر ورتشارد أتنبورو وجيمس كوبرن وتشارلز برونسون وحشد من الأسماء، وقد كان الفيلم أمينا جدا على القصة الحقيقية مع بعض اختلافات قليلة؛ منها أن أي أمريكي لم يهرب من السجن في الواقع؛ لأن الأمريكيين نُقلوا جميعا إلى معسكر آخر قبل الهروب الكبير، لكن الأمريكان صنعوا الفيلم لذا من حقّهم أن ينسبوا البطولات لأنفسهم! في الفيلم يهرب الأمريكي ستيف ماكوين من خلال مطاردة مثيرة جدا بالدراجات البخارية أصرّ هو نفسه على إدخالها في السيناريو وأدائها، بل إنه يلعب دور دوبلير لمطارديه الألمان كذلك بعد ما ارتدى ثيابهم.. يُقبض عليه وهو يلبس ثياب جندي ألماني ويعاد للمعسكر، ولو حدث هذا في الواقع لتمّ إعدامه لارتدائه ثياب ألماني مما ينزع عنه صفة أسير الحرب.

شاهد هذا المشهد المثير هنا، وتذكّر أن ستيف ماكوين هو الذي يقوم به فعلا، بل إنه يلعب دور أحد مطارديه النازيين


نحن في معتقل “شتالاج” الرهيب.. في هذا المعسكر الموجود في بولندا، في عام 1942 كان أول السجناء طيارين بريطانيين، ثم بدأ الأمريكان يصلون عام 1943.

شاهد وصول ستيف ماكوين للمعتقل هنا


في النهاية صار في المعسكر عشرة آلاف سجين، وقد زود بأجهزة “سيزموجراف” تحيط به لاستشعار أي نشاط حفر تحت السطح.

كان المعسكر يقع وسط غابة تمّ إخلاء مربّع من الأشجار فيها، حوله سوران من السلك الشائك.. كل مَن يجتاز هذا السلك يفرغ فيه الحراس المتمترسون على أبراج رصاص بنادقهم الآلية. كل زنزانة كانت مرتفعة عن الأرض حتى يستطيع الحرّاس الزحف تحتها بحثا عن أنفاق.. قرّر الأسرى أنهم لو أرادوا الهرب فلا بد من عمل منظّمة عالية الكفاءة، وقد أسندوا القيادة لرتبة عالية يُدعَى صاحبها “بوشل” الذي أطلقوا عليه اسم X الكبير.

قرّر الرجل حفر ثلاثة أنفاق على أمل أن يظلّ أحدها صالحا، وأطلقوا على الأنفاق أسماء “توم” و”ديك” و”هاري”، وهكذا تمّ التعامل معها مع إنذار واضح بالمحاكمة العسكرية لأي أسير ينطق لفظة “نفق”. الأنفاق تبطن بالخشب طبعا لأنها في الرمل، والخشب مصدره ألواح الأسرة.. تم استعمال 4000 لوح سرير مما جعل بعض الأسرى ينامون على أسرة بلا ألواح على الإطلاق. مشكلة أخرى هي الخلاص من الرمل الأبيض الناجم عن الحفر (طن رمال لكل متر من النفق) بينما كل أرض المعسكر سمراء داكنة.. معنى رؤية هذه الرمال هو افتضاح الأمر فورا. هكذا تمّ تعيين بعض الأسرى اسمهم “البطاريق” مهمتهم الخلاص من الرمال. كانوا يحملون حقائب سرية تحت سراويلهم ويفتحونها لتفرغ ما فيها أثناء عملهم في الحديقة، مع تغطية ما ينزل منهم فورا.

الحق أن العملية كانت شديدة التعقيد.. هناك فريق للمهندسين وفريق للإمدادات.. هناك فريق للتزييف مهمته عمل الخرائط وجوازات السفر والبوصلات البدائية. هناك فريق قام برشوة الحراس للحصول على مواعيد القطارات.. الرشوة كانت تتمّ بالصابون والشيكولاتة التي يجلبها الصليب الأحمر، مَن يقبل الرشوة أول مرة يظلّ هدفا للابتزاز بعد ذلك. كان هناك فريق من الخيّاطين لتزوير الثياب العسكرية والمدنية.. علب اللبن كان يتم استعمالها كأنابيب تهوية كما كانوا يصنعون شموعا فيها، عن طريق نزع الشحوم عن اللحم الذي يقدّم لهم ثم غرس فتائل في الدهن.

لقد استطال النفق توم حتى صار تحت السلك الشائك.. هنا اكتشف أحد الحراس الألمان وهو يغرس عصاه في الأرض ذلك النفق، وهكذا انتهى أمر توم.. تمّ نسفه بالمتفجّرات.

 

وتوقّف العمل في النفقين الآخرين منعا لجذب الانتباه حتى انتهى شتاء 1944، من ثمّ بدأ الحفر ثانية في النفق هاري، على أن يتم دفن الرمال في النفق ديك.

عندما انتهى العمل اجتمعت لجنة الهروب لتحدّد تاريخا مناسبا، وقد كانوا يأملون في فرار 200 أسير. لا بد من ليلة غير مقمرة، وهذا يتفق مع الأيام 23 إلى 25 مارس.. أخيرا تحدّد يوم 24 مارس، وتمّ السحب بالقرعة بعد إعطاء الأولوية لمن يتكلّمون الألمانية لأن فرصهم في الفرار أفضل.

بدأ احتشاد الأسرى في تلك الليلة في الكوخ 104 وهم حشد غريب من الناس يلبسون ثيابا غريبة.. البعض يلبس كرجال أعمال والبعض كعمّال والبعض كجنود ألمان.. الحرارة بالخارج تحت الصفر، وهو ما يجعل فشل المهمة شبه مؤكّد.. ومما زاد الأمور سوءا أنهم اكتشفوا أن النفق ينتهي قبل الغابة بعشرة أمتار، وهكذا صار على واحد أن يتوارى في الغابة ويقود المتسللين بحبل كي يلحقوا به.. كلما فرّ خمسة كان السادس يقوم بهذا الدور.

بعد قليل بدا واضحا أنه من المستحيل تهريب 200 رجل، لذا قرّروا أن يستمرّ الهروب حتى الرابعة والنصف صباحا ثم يتوقّف، لكن الأمر لم يدُم طويلا لأنهم سمعوا صرخة وطلقة رصاص.. هكذا عرفوا أن أمر النفق قد اكتشف، وهرعوا جميعا عائدين إلى الكوخ، وعلى الفور اندفعوا يحرقون الخرائط والأوراق ويلتهمون ما معهم من أطعمة.

هناك وجدوا أنهم محاصرون بالألمان يصوّبون مدافعهم نحوهم..

لقد فشل الهروب الكبير..

وفي السجن الانفرادي عرف الرجال الذين لم يفرّوا أن الحظ لم يتخلّ عنهم؛ لأن أنباء مَن هربوا كانت مخيفة.. كان الجستابو يقتلهم بالرصاص بلا تفاهم.. في الفيلم يُعدم الأسرى الخمسون بالمدفع الرشاش، بينما هم في الواقع أعدموا فرادى وبطلقة مسدس في مؤخرة الرأس لكل واحد.

شاهد هذا المشهد الطريف الذي يقع فيه اثنان من الحلفاء في الفخ بسبب الخطأ الشهير المعروف والتهذيب الزائد


منذ هذه اللحظة تولّى الجستابو كل شيء، وبدأ السجناء يشعرون بالشفقة على قائد المعتقل الذي يُواجه محاكمة عسكرية، وعلى الحرّاس الذين لم يرتكبوا أي فظائع بل تركوا الأمر للجستابو.

يمكنك مشاهدة الفيلم كاملا هنا


هذا فيلم مهم وعلامة أساسية من علامات السينما، لذا يجب أن تضمه الحافظة الزرقاء.

 

اعلان